لا تقتصر الإضطرابات والعقبات النفسية العميقة على البالغين والعجزة فقط كما يعتقد الكثيرون، فالعقبات النفسية والأزمات العصبية التى تصيب الإنسان قد يتعرض لها فى طفولته، وفى مرحلة المراهقة والشاب وحتى فى الكهولة، وطالما يعيش الإنسان فى الحياة ويعانى من مشكلاتها ويمر بظروفها الحسنة والسيئة يظل عرضه للإصابة بمشكلات وعقبات نفسية.
اثبتت التجارب البحثية أن الأمراض النفسية الخطيرة تصيب الشباب فى السن الصغير وفى فترات المراهقة، فيعانى الشاب من أكثر خمس اضطرابات معروفة، وشهيرة،على رأسها الشعور بالوحدة والعزلة والاغتراب عن مجتمعاتهم المحيطة، مما يصيبهم بمضاعفات الإكتئاب ويعمق من الأزمة ويجعلهم عرضة لأمراض نفسية أكثر خطورة كالتوتر المرضى، وحب الوحدة والانعزالية المرضية، والشعور بالكآبة والحزن دون أسباب واضحة،كما قد يصل المراهق إلى الشعور بعدم الرغبة فى مواصلة الحياة، ويكره ذاته ويعنفها،ولا يتقبلها مما يتسبب له فى اضطرابات نفسية مزمنة ومستمرة معه لفترات عمرية متقدمة، وخامس الاضطرابات التى يكون المراهق عرضة للإصابة بها، هى العيش مع الخيال والتحليق بعيدا عن الحياة على الأرض.
طبيعة المراهق تتسم بالمبالغة والإفراط، وحتى فى شعوره بالمشكلات أو العقبات يكون مبالغا ومفرطا.
أكثر هموم الشاب يصنعها عقله
وتوضح الدكتورة رانيا إلى أن المراهق والمراهقة يمران على السواء بمشكلات فى التكيف أكثر من أى فئة عمرية أخرى، فالمراهق يناضل كى يثبت نفسه وشخصيته بداخل عائلته وأصدقائه ومحيط جيرانه ومدرسته وكل من ينافسه، وهذا يمثل عليه حملا وعبئا عصبيا ونفسيا كبيرا لا يمكن للكثير من المراهقين التعامل معه بشكل جيد .ويستنفذ من عقليته وتفكيره الكثير ويجعله فى حيرة من أمره على الدوام، فالمراهق يصنع همومه بنفسه وبعقليته، ويمكنه أيضا التغلب عليها من خلالها .
يتعلم العميل المراهق لدينا كيف يقول لا المخدرات ، كيف يزيد من تركيزه و إنتباهه، كيف ينتقى أصدقاءه ، كيف يتكيف مع ضغوط حياته، كيف يبدل الاندفاعية و التهور بالتفكير الموضوعى و الإبداعي