الإنسان بطبيعته إجتماعي، يبحث عن القرب والصحبة والمخالطة، من خلال أسرته ومجتمعه الصغير ومجتمعه الكبير، بحيث يجد نفسه من خلال ذلك. والعلاقات الإنسانية جداً مهمة، مثل علاقة الأم بأولادها، والزوج بزوجته، والصديق بصديقه، وكذلك علاقة الجيران ببعضهم، والزملاء في العمل، والأفراد في الأماكن العامة، حتى لو كانت بعض الوقت في المطاعم والمقاهي يكون هناك تناغم ما. العلاقات الإنسانية بأنواعها هي سمت الإنسان، لكن يحدث كثير من الخلط في تفعيل هذه العلاقات أو في طريقة التعامل مع بعضها، ما يصنع خللاً وعدم التوازن، ونجد أن بعض العلاقات تنتهي، على رغم إيقان و تصور الشخص انها علاقة دائمة و قوية و يشعر او تشعر بالإمان الدائم و فجاءه تظهر الحقيقة .
هناك صور عدة للإدمان السيئ، كإدمان العلاقات التي لا يستطيع الفرد أن يتحرك من دونها، وإدمان الطعام، وتفريغ المشاعر السلبية من خلاله، وإدمان المشتريات والتسوق بصورة مبالغة فيها، بمثابة عملية هرب، في حين يقع البعض أسير إدمان الكحول للاستمتاع الوقتي، معتقداً أن السعادة تكون منه! كل ذلك «يخفي خلفه شيئاً عميقاً» ما، يفتقده الفرد داخل نفسه «الاتصال مع الذات والتصالح معها». لذا، يلجأ إلى التعويض من طريق هذا الإدمان، سواء أكان إدمان العلاقات أم الأشياء الأخرى.
وطبيعة الإدمان تحجب الرؤية عن كل شيء، إبتداء من علاقة الذات مع خالقها، ثم مع نفسها، ما يجعلها مغيبة تابعة للغير أو الماديات، تحاول أن تعوض هذا النقص بطرق عدة، من ضمنها «الحاجة إلى الآخر» بطريقة غير متوازنة، إذ نجد ذلك في الصداقات والعلاقات العاطفية بكثرة، بحيث ما إن تنتهى علاقة عاطفية حتى تبدأ بعلاقة عاطفية أخرى، وكل علاقة تحمل معها مشاعر مؤلمة تزيد أصحابها غضباً وحزناً وضياعاً، ويكابر أصحابها بعدم التوقف قليلاً وتأمل المشهد أو العلاقة بموضوعية تامة والتساؤل بعمق: لمَ تتكرر هذه العلاقات؟ ولماذا نهايتها الفشل؟
يتعلم العميل او العميلة معنا لماذا لجاء الى إدمان العلاقات و كيفية الخروج منه و التعافى من الامه